Skip to content

صفحات فلسطينية تضلل متابعيها بمعلومات غير دقيقة

[:ar]

تتمتع الصفحات الفلسطينية بأعداد كبيرة من المتابعين، ولكن بمزيد من التدقيق والتمحيص تأكدنا من خلال عدة أمثلة أن بعض هذه الصفحات تفتقر إلى الدقة في نقل المعلومات، وهو الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تداول تلك المعلومات المضللة على نطاق واسع.

تنشر صفحة فلسطينية تُسمى “قريه صورباهر“، تقوم أخبارًا متنوعة وإعلانات، كما يتابعها أكثر من 700 ألف شخص تقريبًا، ومن خلال البحث قمنا برصد العديد من المعلومات المضللة التي قامت الصفحة بنشرها وحصلت على تفاعل الجمهور.

في 6 حزيران/ يونيو، نشرت الصفحة مقطع فيديو مع عنوانٍ مُرفق جاء فيه “الاجهزة الامنية وأهالي الخليل يقبضون على مجموعة من النساء حاولن اختطاف طفل من أمه وهذه ليست المرة الأولى لهم”.


لم يتم العثور على أي تصريح صادر من خلال موقع الشرطة الفلسطينية يؤكد هذا الخبر أو عبر صفحتهم الرسمية على فيسبوك.

كما قمنا بالتواصل مع المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات والذي أكد أنه لا يوجد خطف ولا صحة لما يشاع وما حدث كان عبارة سوء فهم لمواطنين تم على أثره إحضار مواطنتين لسماع أقوالهم ولم يحضر أي أحد ممن روجوا لحصول محاولة خطف أو حتى من عائلات أحد الأطفال ليقدم أي بلاغ، كما أن المواطنتين ليس لديهم أي سوابق في هذا الأمر كما ذكر.

في حين تم رصد صورة أخرى كانت الصفحة من أوائل ناشريها بتاريخ 5 شباط/ فبراير 2022 بعد خبر إنقاذ الطفل المغربي ريّان في البئر، حيث نُشرت الصورة مُرفقة بعنوانٍ جاء فيه: بيان رسمي مغربي يؤكد وفاة الطفل ريان“.


ومن خلال البحث في الصورة تبيّن أنها نُشرت قبل حوالي أسبوعين من لحظة إخراج ريّان من البئر، وهي لطفل يُدعى “ارماني غونزاليس” حيث نشرها موقع أجنبي ضمن تقرير لحادث سير مرفقة بشرح جاء فيه: “تعرض لحادث سير في مقاطعة جيلفورد شمال ولاية كارولاينا في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 21 يناير/ كانون الثاني 2022”.

فيما تختص صفحة العربية فلسطين Alarabiya Palestine، بنقل معلومات عن الشأن الفلسطيني المحلي ويتابعها أكثر من مليوني متابع من مختلف البلدان، ولكن رصدنا أسفر عن أن بعض من المعلومات المنشورة عليها غير دقيقة وبعضها الآخر مضلل.

في 25 أيار/ مايو الماضي، نشرت تلك الصفحة أن: “سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعلن فرض سيطرتها على المحمية الطبيعية عين العوجا، قرب أريحا، وهي أكبر محمية طبيعية فلسطينية بالضفة الغربية”.


بتدقيق هذه المعلومة تأكدنا أن هذه المحمية التي سيطر عليها الاحتلال لم تكن “عين العوجا”، حيث أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيانٍ لها لوسائل الإعلام أن المحمية التي تم السيطرة عليها هي محمية في منطقة وادي المكلك، النبي موسى، التي يطلق عليها الاحتلال اسم “ناحال أوغ” في محافظة أريحا وليس في منطقة العوجا، كما أن الاحتلال أعلن السيطرة عليها بتاريخ 10 نيسان/ أبريل 2022 وليس في 25 أيار/ مايو.

كما تبيّن من خلال البحث أن أخر محمية أعلن الاحتلال السيطرة عليها هي وادي المكلك، حسبما نشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق -التابعة للاحتلال- عن هذه المحمية عبر موقعها الإلكتروني بتاريخ 24 نيسان/ أبريل 2022.

إضافة إلى ذلك، فقد نشرت صفحة العربية مقطع فيديو في 2 كانون الثاني/ يناير، قالت إنه للغارات التي تعرض لها قطاع غزة آنذاك، حيث نشرت المقطع المُقتبس من النشرة الإخبارية مع عنوانٍ مُرفق جاء فيه: “ردود الفعل حول الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، يرصدها مراسل العربية زياد حلبي“.


في حين عُثر على هذا الجزء الأول من المقطع المُصور الذي عرضته العربية فلسطين منشورًا على موقع YNET الإسرائيلي تاريخ 14 أيار/ مايو 2021، أي قبل نشره عبر العربية بـ 7 أشهر تقريبًا، حيث نُشر بعنوان “محور حماس: أطلق الجيش الإسرائيلي الليلة نحو ألف قنبلة وقذيفة”، وهو ما يوضح أن العربية قامت بعرض مقاطع مصورة قديمة ولا تعود لقصف قوات الاحتلال لمدينة خان يونس في يناير الماضي كما هو موضح.

على نفس النهج سارت 

إضافة إلى هذه الصفحات فقد رصدنا في النموذج الثالث من هذا التقرير صفحة لشخص يدعى المستشار أحمد أبو دعموس (أبو إياد) وهو شخص يُعرف نفسه على أنه محامي ومستشار قانوني ومحلل سياسي وباحث في الشأن العبري، ويتابعه أكثر من 200 ألف متابع، رصدنا في حسابه عددًا من المعلومات المضللة التي قام بنشرها خلال الأشهر القليلة الماضية.

ففي 15 حزيران/ يونيو 2022 نشرت الصفحة منشورًا حول الضربات التي أعلن عنها القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، حيث نشر مقطع فيديو مع عنوانٍ مُرفق جاء فيه: “شاهد ضربات إيران الخفية في اسرائيل التي لمّحت عنها اليوم .. أفادت مصادر محلية بوقوع حريق في المصفاة في ميناء حيفا المحتل بفلسطين المحتلة .. وبحسب التقارير ، يمكن رؤية الحريق في هذه المنشأة من مسافة بعيدة، وغط المنطقة عمود طويل من الدخان الكثيف..”.


في الأخير تبيّن لنا أن وسائل الإعلام العبرية لم تنشر أي خبر حول ارتباط إيران بهذا الحدث، كما نشر موقع راديو حيفا تقريرًا جاء فيه أن ما حدث كان عبارة عن عطل في أحد مرافق مجمع BZN حيث استمر عدة دقائق وعاد إلى النشاط بعد فترة وجيزة حسبما أفادت المجمع.

كما نشر أحد المراسلين الإسرائيليين عبر موقع إخباري عبر الصورة المرفقة في خبر المستشار مع وصف جاء فيه: “شعلة تحترق بقوة في مجمع BZN، رئيس جمعية المدن لحماية البيئة: نأخذ على محمل الجد سلسلة الحوادث المتكررة في مجموعة BZN التي تؤدي إلى الإضرار بالبيئة، نتوقع أن تقوم وزارة حماية البيئة بفحص البيانات التي نجمعها معنا من أجل اتخاذ تدابير إنفاذ صارمة ضد الشركة”.

وفي 4 حزيران/ يونيو 2022 نشر الحساب صورة مع عنوان مرفق جاء فيه “رئيسة تايوان تحمل صاروخاً مضادًا للدبابات وتعلن: “بلادنا لن ترضخ للصين”.


ومن خلال البحث والتقصي تبيّن أن الصورة التُقطت من قِبل AFP حيث نشرتها عبر حسابها عبر تويتر مع عنوانٍ مُرفق جاء فيه “رئيسة تايوان تساي إنغ وين تحمل صاروخًا مضادًا للدبابات أثناء زيارتها لقاعدة عسكرية في تاويوان. عبر المكتب الرئاسي في تايوان”، ولم تتطرق الوكالة لذكر أي تصريح صدر عن رئيسة تايوان.

كما أجرينا بحثًا حول التصريح المُرفق في منشور “أبو دعموس” وتبيّن أنها أدلت بهذا التعليق قبل حوالي ثمانية أشهر خلال الاحتفال باليوم الوطني في تايوان بتاريخ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 حيث قالت حسبما نشرت BBC NEWS عربي: “أن الجزيرة لن ترضخ لضغوط الصين وسوف تدافع عن النهج الديمقراطي للحياة بها”.

إضافةً إلى ذلك، فقد نشرت صفحة  “المستشار أحمد ابو دعموس” بتاريخ 9 آذار/ مارس 2022 منشورًا جاء فيه: “روسيا: سوف يتم نشر وثائق الأقمار الصناعية الروسية عن ما حدث في 11 سبتمبر وتفجير ميناء بيروت وقتل الحريري”.


ومن خلال البحث والتقصي حول مصدر تلك المعلومة لم يتم العثور على أي توثيق رسمي يثبت صحتها، حيث تم مراجعة العديد من المواقع العربية والعالمية والروسية؛ (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).

وكانت العديد من المواقع الإخبارية قد نشرت خبرًا يفيد أن روسيا كانت قد سلمت لبنان صور الأقمار الصناعية الخاصة بيوم انفجار مرفأ بيروت؛ ولم يتطرق الخبر لأحداث 11 أيلول/ سبتمبر أو مقتل الحريري (هنا، هنا، هنا) .  

أنجز هذا التقرير ضمن مشروع “صح” للشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج، بالتعاون مع مؤسسة/مبادرة تيقن  كجزء من برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية (CFI) وتموله الوكالة الفرنسيّة للتنمية (AFD).

[:]