Skip to content

هل اختفت صناديق أصوات المغتربين في انتخابات 2018 ؟

[:ar]

فرح منصور

نشر النائب والمرشح للانتخابات النيابية في دائرة كسروان-جبيل نعمة افرام تغريدة عبر حسابه على تويتر بتاريخ 13/3/2022 قال فيها: “ هناك صناديق اقتراع للمغتربين ضاعت في انتخابات 2018 ولا زلنا حتى اليوم نجهل مصيرها”.

فهل ضاعت صناديق اقتراع المغتربين في انتخابات لبنان عام 2018؟

تذهب أصوات المقترعين في الداخل اللبناني إلى صناديق اقتراع، بينما توضع أصوات المقترعين من المغتربين اللبنانيين في مغلفات تتضمّن “المحاضر الانتخابية” التي يسجّل فيها عدد المقترعين وتتضمّن أصوات المغتربين.

وقد أصدر وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق قرار(رقم 668) تاريخ 28 آذار 2018، ينصّ في مادته الأولى على نقل المغلّفات المختومة العائدة  لانتخاب اللبنانيين المسجّلين للإقتراع في الخارج من مصرف لبنان إلى مقرّ لجان القيد العليا في بيروت بمواكبة أمنية.

وقد راقبت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات(لادي) عملية اقتراع اللبنانيين المقيمين خارج لبنان عبر مراقبين للجمعية خارج لبنان، وأكّدت من خلال تقارير أعدّتها بعد انتهاء الإنتخابات بأن فوضى عارمة حصلت خلال توزيع المغلفات التابعـة لـكل دائـرة علـى مسـتوى لجنـة القيـد العليـا. ففي دائرة جزين مثلا، تمكـن مراقبـو الجمعيـة مـن توثيق ١٤ مغلفـا/ ًقلما لم يصلوا الى لجنة القيد الابتدائية الرابعة فـي جزيـن، وبعــد انتظار المغلفات، قرّرت اللجنة ان تصفّر النتائج في تلـك الأقلام أي تصفير عدد الناخبين والمقترعين والنتائج.

وبعد صدور نتائج الانتخابات الرسمية وتدقيق الجمعية بها، تبيّن أن 379 قلما من أقلام الخارج صفّرت نتائجهم. وتساءلت الجمعية: “الغريب في هذه النتائج أن عـدد الناخبين المسجلين فيهـا هـو صفـر وكذلك عدد المقترعين فكيف يكون عدد الناخبين صفرا وقد خصص لهم قلم خاص للاقتراع؟”.

ويقول المدير التنفيذي لجمعية “لادي” علي سليم، إنّ الجمعية أرسلت خلال الانتخابات مراقبين لخارج لبنان لمراقبة الانتخابات والذين أكّدوا بدورهم أنّ هناك 479 محضرا فقدوا دون معرفة الأسباب، كما أكّدوا حصول الانتخابات في المناطق الموجودين فيها ولكنهم فوجئوا بتصفير الأصوات.

وقد ورد على موقع المجلس الدستوري العديد من الطعونات الانتخابية التي تناولت عدّة مخالفات حصلت في العملية الانتخابية منها ضياع أصوات انتخابية. فقد قدّم مثلا المرشح الخاسر عن مقعد الروم الأرثوذوكس في دائرة بيروت الثانية عمر نجاح واكيم طعنا بالعملية الانتخابية مرفقا إياه بالعديد من الأسباب، منها حصول إشكالات في اقتراع المغتربين وظهور الفوضى في توزيع المغلفات التابعة لكل دائرة.

وأيضا من الطعون، طعن قدّمته المرشحة الخاسرة عن أحد مقعدي الروم الكاثوليك في دائرة البقاع الأولى-زحلة ميريم جبران طوق، والتي أرفقت طعنها بالعديد من الأسباب منها أنّ بعض الظروف المختومة التي استلمتها لجان القيد من رؤساء الأقلام لا تتضمّن محاضر الانتخاب التي تبيّن عدد المقترعين وما ناله كل مرشح من أصوات، ما يعني احتمالية ضياع أصوات للمقترعين من داخل المغلفات.

وذكر المركز اللبناني للدراسات في تقرير له بتاريخ 1 حزيران 2018 عن الانتخابات النيابية 2018 أنّ عدد الطعون الانتخابية حينها بلغ 17 طعنا أمام المجلس الدستوري.

وتضيف المسؤولة الإعلامية في الجمعية ساندريلا عازار، بأن مراقبي الجمعيّة  في الاغتراب أكدوا بأنهم صوتوا في بعض المناطق، كما أنهم أكدوا إغلاق الصناديق وإرسالها إلى لبنان عبر الجهات المسؤولة.

وأضافت عازار: ” هذه المشاكل والفوضى التي حصلت غير مقبولة ولكن نتائج التحقيق لم يصدر حتى اليوم”.

وتقاذفت وزارة الداخلية ووزارة الخارجية التهم لناحية فقدان عدد من الأقلام، إذ قالت وزارة الداخلية بأنّ لا أصوات ضائعة، إنما الخطأ وقع عند بعض رؤساء الأقلام في الخارج، وأنّ الصناديق كانت مختومة ووصلت إلى لبنان ضمن حماية قوى الأمن وأمام أعين وسائل الإعلام. أمّا وزارة الخارجية فإكتفت بالقول أنها غير مسؤولة عما حصل في عملية جمع واحتساب النتائج، إلّا أنه وبالنتيجة الحقيقة لم تعرف حتى اليوم ولم تتبناها أي وزارة.

إذا، ما صرّح به النائب نعمة افرام غير صحيح لجهة الشكل، إذ لا وجود لصناديق اقتراع للمغتربين إنما هي مغلّفات تتضمّن المحاضر وأصوات المقترعين في الإغتراب، ولكن صحيح لجهة ضياع عدد من أصوات المغتربين في انتخابات 2018.

 

أنجز هذا التقرير بإشراف ودعم الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج وبالتعاون مع فرح منصور وبإشراف من مؤسسة مهارات، ضمن مشروع “صح” من برنامج “قريب” الذي تدعمه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية (CFI) بتمويل من الوكالة الفرنسيّة للتنمية (AFD).[:]