Skip to content

هل سلم العراق صاعقاً كهربائياً للقوات الإيرانية؟

محمد عبدالله – مبادرة الفاحص The Checker

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لصاعق كهربائي مع تغريدة مفادها: “معدات أمنية أمريكية الصنع مقدمة من العراق للنظام الإيراني لقمع الاحتجاجات في إيران.. رفض خامنئي استيراد لقاحات كورونا من الولايات المتحدة بحجة أنها صناعة أمريكية، بينما يستخدم معدات أمنية أمريكية لقمع الإيرانيين”.

انتشر هذا الادعاء في صفحات عدة على “تويتر” و”فيسبوك”:  هنا، هنا، هنا، هنا

بدأت الصورة بالانتشار منذ يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر، ورصد معد التقرير أكثر من 30 منشورا حول هذا الموضوع (حتى وقت كتابة التقرير).

وبالرجوع إلى أقدم منشور يحتوي على هذه الصورة، وجد معد التقرير أن الناشر هو حساب مکس کیدی، وقد ارفق نصا بالفارسية يعني: “غنيمة الليلة الماضية!“، وتم إعادة تداول التغريدة أكثر من 9 آلاف مرة، مع اقتباسات مختلفة أغلبها كانت تشير إلى أن الحكومة الإيرانية كانت ترفض استيراد لقاح فايزر لأنه أميركي، لكنها تستخدم الأسلحة الأميركية لقمع المظاهرات.

أما أول حساب نشر الصورة مع الإشارة إلى أن الصاعق مقدم من العراق إلى النظام الإيراني، فهو حساب محمد مجيد الأحوازي، ثم انتقل إلى عدد من الصفحات الأخرى.

بحث معد التقرير عن صفقات الحكومة العراقية لشراء المعدات والأسلحة العسكرية المنشورة على معهد ستوكهولم لدراسات السلام، وبالتحديد عن صاعق كهربائي نوع (928) أميركي الصنع، كما جاء في الادعاء، ولم تظهر النتائج شيئا. وعند البحث عن قوائم المعدات والأسلحة العراقية، لم تظهر نتائج البحث امتلاك قوات الأمن العراقية هذا النوع من المعدات بشكل رسمي.

وبمزيد من البحث عن الصاعق الكهربائي في محركات البحث اتضح أنه متاح للبيع على الإنترنت في متاجر البيع الشهيرة، مثل: أمازون  ودارك ستريت، ويمكن لأي شخص الحصول عليه.

ووفقا لمعلومات “أمازون”، فهذا الصاعق مقدم للنساء لتوفير الحماية الذاتية لهن، ولكن في الوقت نفسه، يمكن أن يستخدمه رجال الأمن.

وعلى الرغم من أن معلومات السلاح تشير إلى أن المنتج أميركي، إلا أنه من صنع شركة “بوبوتر”، الكائنة في هونغ كونغ، وتعمل مصانعها الصينية على بيع أنظمة دفاع عن النفس.

ومما سبق نخلص إلى أن “تقديم العراق صواعق على شكل مساعدات لإيران لقمع الاحتجاجات”، عبارة عن معلومة مضللة. وذلك الصاعق ليس ضمن ترسانة القوات الأمنية العراقية، بالإضافة إلى توفره على منصات البيع الإلكتروني باعتباره من إنتاج مصنع صيني، ويمكن لأي شخص أو جهة شراءه.

أنجز هذا التقرير ضمن مشروع “صح” للشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج، بالتعاون مع مبادرة  الفاحص  كجزء من برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية (CFI) وتموله الوكالة الفرنسيّة للتنمية (AFD).