Skip to content

هل اعتماد “الميغاسنتر” مرتبط بإقرار البطاقة الممغنطة؟

[:ar]

ايمان برق

تحدّث رئيس الجمهورية ميشال عون خلال جلسة مجلس الوزراء  التي انعقدت في القصر الجمهوري بتاريخ 15 شباط 2022، عن ضرورة وأهمية اعتماد “الميغاسنتر” لتمكين المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي دون اضطرارهم للانتقال إلى بلداتهم وقراهم البعيدة عمليا عن أماكن إقامتهم، وبذلك تتحقق مشاركة واسعة منهم خصوصا في هذه الظروف المالية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وقد انتشرت بعض المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي المشككة في إمكانية اعتماد “الميغاسنتر” في مدة زمنية قصيرة، لربط اعتماد “الميغاسنتر” بإقرار البطاقة الممغنطة.

فهل اعتماد “الميغاسنتر” مرتبط بإقرار البطاقة الممغنطة؟

اتخذ مجلس النواب في جلسته التشريعية بتاريخ 19 تشرين الأوّل 2021 سلسلة من القرارات الخاصة بالانتخابات واحدة منها تعليق المادة المتعلقة بالبطاقة الممغنطة و”الميغاسنتر” في قانون الانتخاب، حيث سقطت إمكانية الاقتراع عبر مراكز “الميغاسنتر” لارتباطه بإقرار البطاقة الممغنطة والتي لا قدرة مادية ولوجستية لتنفيذها بحسب المجلس.

ونصت  المادة 84 من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب (رقم 44 تاريخ 17/6/2017) على اعتماد البطاقة الإلكترونية الممغنطة في العملية الانتخابية المقبلة.

وبسبب عدم إنجاز الحكومة للبطاقة الممغنطة وتأمين اللوازم اللوجستية والمادية لإقرارها، تم تعليق العمل بالمادة 84 من قانون الانتخابات، وذلك لمرة واحدة في الانتخابات النيابية القادمة المقرر إجراءها في 15 أيار 2022.

وقد اقترح النائب شامل روكز في 25 تشرين الأول 2021 قانون معجّل مكرر لتنظيم حق الاقتراع في مراكز انتخاب كبيرة مدمجة، وينص القانون على “إضافة مراكز إقتراع كبيرة مدمجة ومجهزة لأن تجري فيها الانتخابات بالنسبة إلى جميع الدوائر الانتخابية، ويكون في كل دائرة قلما أو أكثر، ويجب أن تكون أربعة من هذه المراكز المدمجة الكبيرة في كل من محافظتي بيروت وجبل لبنان”.

وفي تقرير أعدته قناة mtv يوضح النائب شامل روكز أن لا علاقة للبطاقة الممغنطة بالميغاسنتر، فالقانون المعجل مكرر المقترح ينصّ على اعتماد مراكز مدمجة يتم التسجيل فيها على طريقة منصة “كوفاكس” المستخدمة للتسجيل المواعيد لتلقي لقاحات كورونا، قبل تاريخ معين تحدده وزارة الداخلية، لتصدر حينها لوائح شطب جديدة تمنع الاقتراع مرتين، أي تمنع من تسجل للاقتراع في مركز “ميغاسنتر” أن يعود ويقترع مرة أخرى في قلم الاقتراع في قريته.

وفي إطار السجال القائم حول ربط الميغاسنتر بالبطاقة الممغنطة، صرّح تحالف الاصلاح الانتخابي في بيان نشر له بتاريخ 17 شباط 2022 قائلا: ” لطالما طالب التحالف الإدارة الناظمة للانتخابات والمجلس النيابي باعتماد آلية التسجيل المسبق للناخبين الراغبين في الاقتراع عبر “الميغاسنتر” تماما كإجراءات تسجيل غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، غير أن هذا الإجراء اليوم، قبل أقل من 3 أشهر على موعد الانتخابات، يتطلّب تعديلا قانونيا للمهل المرتبطة بالقوائم الانتخابية التي سبقت الأول من شباط الحالي” وهذا ما أكده أيضا المدير التنفيذي للجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات “لادة” علي سليم.

ويعتبر “الميغاسنتر” بحسب سليم مراكز انتخابية متوفرة في المناطق، وتكون مخصصة للناخبين ليقترعوا في أماكن سكنهم، لتسهيل عمليات الاقتراع للناخبين، خصوصا الذين يقيمون بعيدا عن مقرات قيد نفوسهم، وتكون هذه المراكز مجهزة بكل الوسائل والامكانيات، لإنجاز العملية الانتخابية بما يرفع نسبة الاقتراع، لتكون النتائج أكثر تعبيرا عن العملية الديمقراطية.

إذا ما يتم تداوله حول ارتباط اعتماد “الميغاسنتر” بالبطاقة الممغنطة غير صحيح، بالتالي يمكن اعتماد الميغاسنتر عبر مراكز اقتراع كبيرة مدمجة كما هو وارد في اقتراح القانون المعجّل مكرّر.

أنجز هذا التقرير بإشراف ودعم الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج وبالتعاون مع “ايمان برق – منصة تحقق” وبإشراف من مؤسسة  مهارات، ضمن مشروع “صح” من برنامج “قريب” الذي تدعمه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية  (CFI) بتمويل من الوكالة الفرنسيّة للتنمية  (AFD).

[:]