[:ar]
نشرت صفحات إخبارية فلسطينية على فيسبوك، خبرًا عن مقتل طبيب فلسطيني من مخيم البريج في غزة بقصف روسيٍّ على أوكرانيا تحديدًا في العاصمة كييف.
ورد الخبر عبر صفحات إخبارية تحظى بمتابعة واسعة منها صفحة العربية- فلسطين، والتي تُعدّ من أبرز الصفحات الإخبارية في نقل الأحداث والأخبار.
بالإضافة إلى صفحات إخبارية فلسطينية أخرى، منها الشرق- فلسطين التي أكّدت على مصرعه بالعاصمة الأوكرانية كييف.
تبعتها صفحات إخبارية مختلفة مثل: راديو أجيال، حيث نُشرت صورة من عزاء الشاب أبو شمالة رافقها عنوان “بيت عزاء الشاب فادي أبو شمالة التي توفي بقصف روسي على أوكرانيا”، وصفحة بيروت بوست التي نعت الشاب أبو شمالة، مشيرةً إلى مقتله في شقته في أوكرانيا بقصف روسي، بالإضافة إلى صفحة اللجنة الأولمبية الفلسطينية-نشاطات المحافظة الجنوبية التي قدّمت التعزية بوفاته في أوكرانيا.
ثم تداولت الخبر صفحات عديدة ومنصات مختلفة ومستخدمون.
تحققنا من هذا الخبر بمتابعة المواقع الروسية التي نشرت الخبر باعتبار أن أبو شمالة طبيب قتل بقصف روسي، ناسبة الخبر إلى وكالة معا الفلسطينية.
وبالتدقيق السابق والمتابعة الأولية للخبر، قامت وكالة معا الفلسطينية بنشر خبر سابق بعنوان: “وفاة طبيب فلسطيني بقذيفة أوكرانية في جبهة لوغانسك”، ثم حذفت الخبر ونشرت الخبر المنسوب لها.
(صورة للخبر قبل الحذف بتاريخ 22 آب/ أغسطس 2020)
(صورة تظهر حذف الوكالة للخبر السابق)
وبالبحث العكسي عن صور أبو شمالة، ظهرت من خلال محركات البحث صور الشاب الفلسطيني بزيٍّ عسكريّ، رافقها تعريف بالشاب على أنه ملتحق بالجيش الروسي منذ عام 2014، بالإضافة إلى معلومات شخصية حول اسمه وجنسيته والجامعة التي درس فيها ورابط لحسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، واسم زوجته ورابط حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد متابعة معلوماته عبر المواقع الروسية ظهرت صفحته عبر حساب فيسبوك إلا أن الصفحة متوقفة وخاصّة، فلم نتمكن من الحصول على أي معلومة منها، وبعد المتابعة أكثر تم الحصول على الحساب الخاص بأحد المصادر العائلية -رفض التصريح باسمه- (نملك توثيق له)، الذي صرح أن المعلومات المنشورة بشأن أبو شمالة مضللة، مؤكدا أنه بدأ حياته العسكرية منذ 2014 متطوعا في الجيش الروسي في إقليم دونباس برتبة رقيب.
أضاف المصدر أن فادي وقع تحت القصف بتاريخ 17 آب/ أغسطس من العام الحالي، بصواريخ الفسفور هو و6 أشخاص معه، وأن المنطقة التي حدث بها القصف هي منطقة لوغانسك التابعة للجيش الروسي، ولم يتم العثور على جثته حتى الآن، وبالتالي لا يمكن الجزم بأنه متوفي لعدم وجود الجثة، إذ من الممكن أن يكون قد وقع أسيرًا، إلا أن زملاءه ومسؤوله العسكري يقولون إنه قد توفي.
وعند سؤال المصدر عن خدمته العسكرية مع الجيش الروسي مع أنه يحمل شهادة الطب، أجاب بالنفي، وأكد أنه لا يحمل شهادة الطب، بل شهادة البكالوريوس من جامعة لوغانسك بتخصص إدارة الأعمال.
بهذا، فإن الفلسطيني فادي أبو شمالة ليس طبيبًا، ولكنه جندي متطوع في الجيش الروسي، واختفى بعد قصف في منطقة لوغسانك التابعة للجيش الروسي، ولم يقتل جراء قصف أصاب شقته في أوكرانيا.
أنجز هذا التقرير ضمن مشروع “صح” للشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج، بالتعاون مع منصة تيقن كجزء من برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية (CFI) وتموله الوكالة الفرنسيّة للتنمية (AFD).
[:]