[:ar]
براء المعاني – مرصد صحح خبرك الإخباري
انتشر خلال الأيام القليلة الماضية منشور تم تداوله بشكل كبير بين صفحات ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لفتاة أردنية من مدينة سحاب تطلب من الناس مساعدة والدها الذي يعاني من أزمة ندرة الإقبال على مطعمه في منطقة سحاب، إذ عرضت الفتاة قصة والدها على وسائل التواصل الاجتماعي، كحل أخير لجأت إليه بعدما ضاقت بها الحال.
وسرعان ما اكتسب هذا المنشور تعاطف العديد من الناس والذين قاموا بالذهاب للمطعم، ليحقق بذلك منشور الفتاة حملة تسويق إلكتروني ضخمة ومجانية، وسريعًا تحول مطعم “سهول سحاب”، إلى “تريند” وأصبح مزارًا لأغلب أهالي الأردن.
انتشرت تلك القصة كالنار في الهشيم في كافة ربوع الوطن العربي. إلى هنا تبدو قصة الفتاة التي وقفت إلى جانب والدها مثالية، غير أنه بعد تتبع التفاصيل تبين أن المحل الذي قالت الفتاة إنه ملك والدها، ليس ملكه في الحقيقة وتلك المعلومة ليست إلا معلومة مضللة.
قام معد التقرير بتتبع بداية القصة، إذ رصد منشورًا في إحدى صفحات فيسبوك تحمل اسم Sweeties، نقلت أدمن الصفحة على لسان فتاة وصفها بـ “الصبية” -لاحقا تم معرفة أن اسمها “ربى الطوابيني”، تحكي أزمة تعرض لها والدها في مطعم شاورما خاص به، وجاء في نص منشورها: “بابا فتح محل شاورما بسحاب.. ” وتابعت “الحمد لله قرر يفتح محل اله شاورما لأنه ما حدا بعرف المحل وجديد بابا مش قاعد ببيع منيح..”، حيث ذكرت بوضوح أن ذلك المحل تعود ملكيته لوالدها.
وبمراجعة سجلات وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ودائرة مراقبة الشركات تبين أن ادعاء “ربى” مضلل، فوالدها ليس المالك الحقيقي.
وأثبتت السجلات التجارية ملكية المطعم لكل من رائد سمير حسن “راجي الصادق” وشريكه محمد سليم بشير الحوراني.
هذه المعلومة يؤكدها تسجيل مصور يعود لوالد ربى وصاحب المطعم محمد الحوراني؛ ويظهر التسجيل أن والدها “متضمن” سيخ الشاورما؛ أى أن له نسبة من مبيعات السيخ فقط وليس المحل كاملاً، وفي الفيديو تقول ربى الطوابيني “أن والدها ليس شريكاً كاملاً في المطعم مثلما يظن الناس أغلب الناس ولكن له حسابه الشخصي”.
وبرصد صفحة المطعم الذي تأسس في تموز/ يوليو 2022، تبين أنه تم إنشاؤها بتاريخ 28 آب/ أغسطس 2022 تحت اسم “مطعم شاورما سهول سحاب”، وتم تغيير الاسم بعد ذلك في 3 أيلول/ سبتمبر 2022 إلى ربى الطوابيني سحاب، وهو الاسم الحالي للصفحة التي يتابعها أكثر من 209 ألف متابع.
ونشرت على هذه الصفحة عدة منشورات تحمل روابط لصفحات خاصة بالفتاة ربى الطوابيني.
ومما سبق، يتبين أن الفتاة ربى الطوابيني، تعمدت خلق حالة من التعاطف مع والدها، كصاحب محل لا يجد زبائن ولا يملك قوت يومه لينفق على أسرته، وهو ما شجع العديد من الصفحات للتعاطف معها ونشر القصة، التي ساهمت بدورها في التسويق المجاني للمطعم الذي صار يتابع صفحته على فيسبوك مئات الآلاف، ولكن بعد ذلك تبين أن والدها مجرد موظف في المطعم، وليس مالكه.
أنجز هذا التقرير ضمن مشروع “صح” للشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج، بالتعاون مع مرصد صحح خبرك الإخباري كجزء من برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسيّة للتنمية الإعلامية (CFI) وتموله الوكالة الفرنسيّة للتنمية (AFD).
[:]